رسالة الحملة

محمد بودرا المرشح الرسمي لرئاسة CGLU 2020-2019

Le président Mohamed Boudra

من خلال هذا الكتيب، أتمنى التوجه مباشرة إلى كل واحد(ة) منكم من أجل تقديم تفاصيل الخلفية والروح التي دفعت بي ومعي مجموع أعضاء الجمعية المغربية لرؤساء/ات المجالس الجماعية (ج.م.ر.م.ج) في إطار الترشيح الرسمي لرئاسة المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة.

يعتبر هذا الترشيج نتيجة لسيرورة انتخاب ج.م.ر.م.ج من طرف اللجنة التنفيذية للمدن والحكومات المحلية المتحدة افريقيا كممثل رسمي للقارة . وهو الوضع الذي تم الحسم فيه خلال الاجتماع الاستثنائي المنعقد في ليبروفيل بتاريخ 26 يوليوز الماضي.

كما أنه يقع بوضوح ضمن استمرارية تقليد مدة الانتداب المزدوجة المحددة في 3 سنوات الذي دأبت عليه المنظمة العالمية منذ تأسيسها والذي يمنح لمختلف الفروع الإقليمية التي تأهلت لرئاسة.

كل الأعضاء المغاربة هم اليوم فخورون ومعتزون بحملهم لشرف ترشيح القارة، وذلك من أجل مواكبة وإغناء التوجهات والأنشطة التي تم النهوض بها تحت إشراف الرئيس بارك طو (Parks Tau).

نتعهد هنا ونلتزم أمامكم برفع تحدي ورش التحول وتقوية وترسيخ الأبعاد الاستراتيجية منها والمؤسساتية والعملية لمنظمتنا الرائدة.

إن دعمكم وانخراطكم ومساهماتكم الإرادوية تشكل عمادا وأساسا لتعبئتنا إلى جانبكم، وذلك من أجل حفز وتقوية علاقات التعاون والتضامن والإغناء المتبادل بين ممارساتنا وسياساتنا الفردية والجماعية.

في هذا الوقت بالذات ومع تطور مفاهيم وبراديغمات جديدة مثل “براديغم التوطين المحلي” ، ووعيا منا بعطش التطلعات والمنافسات الجديدة وموازين القوة التي تتولد عنها – ولكن كذلك الفرص التي تدخرها – ألتزم شخصيا بضمان وحدة مواقفنا في احترام تام لتنوعنا الذي يشكل رأسمالنا البشري والاجتماعي والثقافي والسياسي.

كما أتعهد بأن أن أرفع صوتي عاليا للدفاع عن مبادءنا ومطالبا، وفي نفس الوقت تقديم مقترحاتنا والتزاماتنا وابتكاراتنا لمخاطبينا ولشركاءنا.

إن التحالفات الدائمة والمستدامة التي عقدناها مع الفاعلين الدوليين الأساسيين تشكل عنصر جذب وعلامة مميزة لمؤسستنا : هذه الدينامية القوية التي تزاوج بين النفس السياسي والموضوعاتي والتقني ستشكل لا محالة واحدة من بين أعمدة حصيلة مدة انتدابنا.

نموذج من الوحدة والتعاون والاندماج العمودي منع والأفقي

إن اختيار المغرب لاحتضان مؤتمر المدن والحكومات المحلية الإفريقية (2009-2018) لمرتين، وكذلك المؤتمر العالمي الرابع للمنظمة العالمية م.ح.م.م (2013) في نفس الوقت الذي كان يتم فيه تخليد مئوية هذه المنظمة، وكذلك احتضان المؤتمر العالمي للمنتخبين المحليين والجهويين من أجل المناخ (2016) خلال الكوب 22 بمراكش، يؤكد أن افريقيا تعطي الدليل على قدرتها على منح نموذج يمكن تقديمه على المستوى الدولي لجماعاتنا المنتمية لدول في طريق النمو وكذلك لجودة الاندماج العمودي الذي نجحت فيه بلادنا.

لقد تمكنا من تطوير سياسة وآليات الحوار والتشاور الوطني حول اللامركزية التي تعتبر من بين أهم المكتسبات التي تم تحقيقها على مستوى القارة. وإذا كانت هذه السياسة لا زالت في طور البناء وفي البحث عن الطابع الذي سيميزها والمنهجية التي ستعتمدها في تحديد وإعمال اللامركزية “المعاصرة” ، في زمن السرعة والاستعجالية، فإنها وبقدر ما عليها الانطلاق من النماذج التقليدية التي طورتها البلدان ذات الدخل المرتفع والتي تتوفر على مئات السنوات من المكتسبات في مجال هيكلة الإدارات المركزية والمحلية، فهي مطالبة بالابتكار والإبداع.

لهذا السبب، حرصت شخصيا، وحتى قبل وضع ملف الترشيح، من الحصول على دعم واضح وقوي من طرف السلطات الحكومية المغربية لنتمكن مستقبلا من تقوية ديناميات الحوار والتشاور بين المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة والدول المتطوعة.

هذا، وبصفتي رئيسا للجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، وهي الجمعية التي تضمن اليوم الوحدة المغربية للجماعات المحلية رغم اختلاف التوجهات السياسية والحزبية، والتي تشكل فضاء للوساطة والإجماع الذي أهلها إلى احتلال رئاسة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة.

والجدير بالذكر، أن مجموع الجمعيات المغربية للمنتخبين وللمنظمات على المستوى الترابي تدعم ترشيحنا، إضافة إلى رؤساء البلديات ورؤساء الجهات المنتمين لمختلف الأحزاب السياسية المغربية، والذين يعطون بذلك الدليل على وحدة الالتزام الوطني الذي يعلو فوق تنوع انتداباتنا ومسؤولياتنا وانتماءاتنا السياسية.

المدن المتوسطة أكثر اندماجا ومعروفة بشكل أفضل

انطلاقا من مسؤوليتي كعمدة لمدينة الحسيمة، وهي مدينة متوسطة في شمال المغرب، اختارت افريقيا أن تؤكد للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة أهمية التنوع الذي تعرفه المجموعة العالمية للجماعات الترابية وللاعتراف بأن المدن المتوسطة تمثل اليوم فاعلا أساسيا في المجال الحضري، ليس فقط على مستوى افريقيا بل على المستوى العالمي. من هنا، يتخذ انتخاب عمدة مدينة افريقية متوسطة كرئيس للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة طابعا مميزا. إنه اختيار يؤكد عمليا حرص وإرادة منظمتنا العالمية على الانسجام مع التزامنا والتزام المجموعة الدولية في الأخذ بعين الاعتبار لكل فرد ولكل جماعة كيفما كان حجمها.

إن المغرب، وعبر السيد محمد السفياني، عمدة مدينة شفشاون، يوجد على رأس منتدى المدن المتوسطة للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة، وهو ما يمنح دعما وقوة في الالتزام بالترافع حول هذا الشق للمنظمة العالمية.

كعمدة لمدينة الحسيمة، أتوقف يوميا عند طبيعة الصعوبات التي تواجه المدن المتوسطة للقيام بدورها المحوري في تقديم الخدمات لساكنتها وللساكنة المقيمة بضواحيها وأساسا في المجال الشبه-قروي.

إن المدن المتوسطة تشكل قطب التوازن ضمن هيكلة المؤسسات البشرية بصفتها فضاء للوساطة وجسرا عضويا بين المناطق القروية والمدن الصغرى من جهة، والمدن والجهات الحضرية الكبيرة من جهة أخرى.

إن التوعية بالدور الاستراتيجي للمدن المتوسطة في تحقيق التوازن الحضري العالمي، وإثارة انتباه الحكومات الوطنية والمجموعة الدولية إلى الأهمية القصوى التي يجب ايلاؤها إلى هذا الجانب الخاص في منظومة المؤسسات البشرية التي ظلت مهملة إلى يومنا هذا، ليساهم في منح ترشيحي من طرف القارة الإفريقية معنى خاص ويمنحه طابعا مميزا.

التزامنا الصريح بالعمل على التقوية المؤسساتية والهيكلية للمنظمة (CGLU)

بهذه الخلفية وبهذه الروح، أعبر عن التزامي هنا على احترام الأدوار والمهام كما وردت في دفتر التحملات الخاص برئاسة المنظمة (CGLU).
من هذا المنطلق، سأشارك بقوة في أنشطة المنظمة، وسأسعى إلى تطوير العمل في إطار الشبكات، وداخل المنظمة ومع مختلف الشركاء، كما سأحرص على النهوض بالريادة والحكامة الجيدة للمنظمة.

إنني مصمم على مواصلة المجهودات التي بذلها من سبقوني حتى تحتل المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة المكانة الجديرة بها ضمن المنظومة العالمية للحكامة وحتى يصل رأي قادة الحكومات المحلية والإقليمية إلى طاولة المفاوضات الدولية.

في هذا الإطار، سأشتغل رفقة زملائي في رئاسة المنظمة على تقوية الانسجام في أنشطة الجمعية العالمية وفرقة العمل العالمية للحكومات المحلية والإقليمية، وكذا على توسيع دائرة التأثير خصوصا داخل أجهزة الأمم المتحدة، ومع مجموع الشركاء التقنيين والماليين وذلك حتى يكون لتوجهاتنا السياسية فائدة وقدرة على التأثير في النتائج والخدمات الخاصة بنا.

بدعم صريح وبمشاركة نشيطة للرؤساء المنتدبين ونواب الرؤساء، وبتعاون مع مختلف الفروع والأعضاء وشركاء المنظمة، سأبذل قصارى جهدي من أجل أن تحتل المنظمة الموقع الذي تستحقه كإطار مرجعي مهم من أجل تجديد وضخ روح جديدة في الديمقراطية المحلية وفي الفعل المحلي الذي يتوخى تحقيق التنمية المستدامة وتجديد ثقافة الشراكة العالمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجنداتها الموازية مثل اتفاق باريس، إطار عمل سنداي وبرنامج أديس أبابا والأجندة الحضرية الجديدة.

لهذا، ستمنح لمنظمتنا قوة جديدة ستمكنها لا محالة من تسجيل حضور مميز في النقاشات الدولية وفي موجة الأنشطة المهتمة بالابتكارات التي تحملها المدن والجماعات الترابية في مختلف ميادين الأنشطة وروافع التغيير وكذلك فيما يتعلق بتبادل التجارب والتمرس بالنظير، كما تمت الإشارة إليه في النقاط الخاصة بحملتنا .

من أجل النهوض بأجندة عمل وحلول

إن مدة الانتداب من 2019 إلى 2022، ستكون مدة لتحقيق التغير المنشود للمنظمة : من منظمة للدفاع عن الحكومات المحلية والإقليمية ، والترافع من أجل الاعتراف الفعلي بدورها في المجتمع وفي التنمية إلى مدة انتداب تظهر فيها بوضوح وبشكل جلي السياسات المتبعة والمؤهلات المتوفرة للمدن والأقاليم في إيجاد حلول للمشاكل العامة.

“أجندة عمل وحلول من أجل التغيير” تشكل محورا عرضانيا لمدة الانتداب، وذلك من خلال الآليات والأدوات الموضوعة رهن إشارة الأعضاء سواء منهم كأفراد أو كحكام، أو كفروع إقليمية أو موضوعاتية. ستسعى هذه الأجندة ضمن أهدافها إلى تقوية القدرة على الفعل، الفردي منه والجماعي، والعمل على التواصل بينهم وبين الشركاء الأساسيين المنوطة بهم برمجة وتفعيل وتمويل السياسات والاستراتجيات وخطط العمل.

سواء تعلق الأمر بالتغير المناخي أو تدبير قضايا الهجرة أو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتجديد النظم الأيكولوجية والهندسة التمويلية وتنمية الاقتصاد المحلي المستدام وتعبئة الشباب والنهوض بأوضاع المرأة، أو الدعم الاستراتيجي للتعاون والتحالفات الند للند أو تلك المتعددة الأطراف أ والتعاون الدولي المتعدد الأطراف، التي تعتبر عناصر ضرورية لحفظ الأمن والسلام بين الشعوب، الدولي منه أو المحلي، سأحرص على تطوير منجزاتنا ومقترحاتنا ونماذجنا الغنية بتنوعها وبقدرتها الإبتكارية وبنجاعتها.

من هذا المنطلق، قامت الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية على بعث عدد من الوفود المكونة من نواب الرؤساء للقاء بالفروع الإقليمية، وذلك قبل الشروع في تحرير برنامج حملتنا، متوخية جمع الآراء والاطلاع على الحساسيات والتعرف على الحاجيات والحلول والفرص، الخاصة منها والعرضانية، التي يرتئيها الأعضاء خدمة لمستقبل المنظمة وخطة عملها القادمة.

إن هذا العمل القائم على الاندماج الممنهج، والاقتراح المعتمد على الخبرة، والانصات الإيجابي والحوصلة المحترمة للاختلاف بين من يتحدون في تنوعهم ، هو ما سأحرص على جعله علامة وإرثا للمدة الثانية للانتداب الإفريقي لرئاسة المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة التي أتقدم اليوم بالترشح لها.

لكل هذه الأسباب، أتقدم بترشيحي للرئاسة العالمية لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، اقتناعا مني بأننا مجتمعين وبتعاون كل واحد منا، سننجح في رفع رايتها عاليا.

مع تقديري

محمد بودرا
رئيس المجلس البلدي للحسيمة
رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية
المرشح الرسمي للقارة الإفريقية لرئاسة المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة